شهد العالم خلال عام 2024 تراجعًا في معدلات التضخم في أغلب الاقتصادات الكبرى، لكن أثره لم يتلاشى على الناخبين، الذين ما زالوا يشعرون بوطأة الارتفاع الحاد في أسعار السلع والخدمات خلال السنوات الماضية. رد الفعل الشعبي كان واضحًا: عقوبات انتخابية مستمرة ضد الأحزاب الحاكمة في مختلف الدول، مما أدى إلى تغييرات سياسية جذرية.
في الولايات المتحدة، لعبت التكاليف المرتفعة دورًا محوريًا في إعادة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أربع سنوات من خسارته أمام جو بايدن. الناخبون الأمريكيون، الذين أعربوا عن استيائهم من الوضع الاقتصادي، أفسحوا المجال أمام قيادة جديدة قد تشكل اختبارًا كبيرًا للمؤسسات الديمقراطية ولعلاقات الولايات المتحدة الخارجية. ومن جهة أخرى، أدت موجة الغضب الاقتصادي في بريطانيا وبوتسوانا والبرتغال وبنما إلى انتخاب حكومات جديدة.
أما في كوريا الجنوبية، فقد نجحت المعارضة في تشكيل أغلبية برلمانية حدّت من صلاحيات الرئيس يون سوك يول، الذي لجأ إلى فرض الأحكام العرفية، قبل أن يبطلها البرلمان سريعًا. ولم تكن فرنسا وألمانيا واليابان والهند بمنأى عن التأثيرات، حيث هزت الانتخابات أنظمتها السياسية.
في روسيا، ظل الوضع مستقرًا ظاهريًا، حيث أعيد انتخاب فلاديمير بوتين بنسبة 88%، وهو رقم قياسي في الحقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي. وواصلت موسكو تحقيق مكاسب عسكرية في أوكرانيا، في حين أثيرت تساؤلات حول التأثير المحتمل لعودة ترامب إلى السلطة على هذا الصراع، خاصة مع وعوده المثيرة بإنهاء الحرب في يوم واحد.
وفي الشرق الأوسط، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة وامتدت إلى لبنان، تاركة خلفها دمارًا كبيرًا لجماعة حزب الله. وفي سوريا، أطاحت تحركات منسقة لفصائل المعارضة بالرئيس بشار الأسد، لتبدأ مرحلة جديدة من البحث عن إدارة مستقرة للبلاد.
في المجال الاقتصادي، واجهت الشركات العالمية تحديات كبيرة للتكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي، بينما عززت “الشركات السبع المدهشة” هيمنتها، حيث أصبحت تمثل أكثر من ثلث القيمة السوقية لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”. وكان من أبرز الشخصيات على الساحة إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا، الذي أصبح مستشارًا للرئيس المنتخب ترامب. هذا التحالف بين التكنولوجيا والسياسة يُتوقع أن يكون عاملًا محوريًا في تشكيل معالم عام 2025.
+ There are no comments
Add yours