اليوم الجمعة، أثار الإضراب العام الذي دعت إليه نقابتا “يو إس بي” و”كوباس” في إيطاليا احتجاجات وردود فعل قوية، خاصة من الجالية اليهودية في روما. تمحور الإضراب حول اعتراض النقابات على دعم الحكومة الإيطالية لما وصفته بـ”حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية”، وجاء ذلك ضمن قائمة من المطالب التي شملت تحسين الأوضاع الاقتصادية وتقليص ساعات العمل، بالإضافة إلى معارضة التدخل الإيطالي المتزايد في الحروب.
الإضراب أثر بشكل رئيسي على وسائل النقل العام في مدن مثل روما وميلانو، حيث توقفت بعض خطوط المترو، في حين استمرت خدمات الحافلات والترام في معظم المدن مع بعض التأخير. النقابات دعت إلى الإضراب احتجاجًا على ما اعتبرته “اقتصاد الحرب” ودعم إيطاليا للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
من جانبه، أدان رئيس الجالية اليهودية في روما، فيكتور فضلون، الإضراب، متهما النقابات بإثارة معاداة السامية. وأعرب في بيانه عن “فزع وذهول” الجالية تجاه هذا الإضراب، معتبرًا أنه يعكس كراهية تجاه إسرائيل تتجاهل “أي سياق منطقي”. وأضاف أن هذه الحملة هي امتداد لمعاداة السامية التي كانت “تغلي على نار هادئة” طوال الوقت.
في المقابل، الحكومة الإيطالية أكدت دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها دعت مرارًا إلى وقف إطلاق النار وتجنب استهداف المدنيين. إيطاليا شددت على أهمية التوصل إلى حلول سلمية للنزاع، مع محاولة تحقيق توازن في سياساتها الخارجية بشأن الأزمات الإقليمية.
هذا يأتي في ظل تصاعد التوترات حول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 151 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.
+ There are no comments
Add yours